قح ولكن عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء اً

عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء اً تستيقظت حْليمة من سباتها لاعنة اليوم الذي أبصرت فيه نور هذه الحياة الرديئة تدس يدها بين ثدييها باحثة عن مفاتيح دولابها المهترء تفتحه لتأخذ فستانها وقنينتا النبيذ الأحمر اللتان بقيتا من ليلة الأمس التي قضتها رفقة أحد زبناءها تبحث بين أركان البيت عن حذاءها ذو الكعب العالي تشعل سيجارتها الشقراء تصاحبها بكؤوس النبيذ ترتدي فستانها تأخذ زينتها تستعد للخروج إلى عالم ليلي متوحش قذر تخرج هاتفها من حقيبتها لتجد عشرات المكالمات غير مجاب عليها تتجاهل الكل لتدسه ثانية داخل الحقيبة تصل حليمة إلى الحانة بعد نصف ساعة من المشي غير خالية من التحرشات والمعاكسات تلقي التحية على حارس الحانة الذي يأنبها بدوره على لامبالاتها له ولمكالماته الهاتفية فهو الذي يكن لها حباً صادقاً منذ مدة ليست بالقصيرة بل وهو من يتحسر كل ليلة عند خروجها من الحانة رفقة أحد زباءنها تأخذ حليمة مكانها أمام الكونطوار تتغير ملامح وجهها نتيجة الأضواء الحمراء الخافتة ترسم تلك الإبتسامة التي لا تعبر عن واقعها تزداد جمالاً في أعين السكارى يطلبها أحدهم لمؤانسته تلبي طبعاً غير آبهة بشخصيته وشكله فما يهمها هو جيبه ومدى كرمه تنادي أحلام عن قنينات الهينيكن الواحدة تلو الأخرى يشير الزبون برأسه علامة الموافقة عند مناداتها لكل جعة تتحمل قبلاته المتتالية تصده في أول الأمر لكنها تستسلم عندما تتذكر شريط حياتها فأمها العليلة وأخوها العاطل ورضيعها الذي تجهل نسبه كل هذا كفيل بأن تتحمل نتانة كل زبائن الحانة تلعب الخمرة على رأس الزبون يطلبها لمرافقته إلى البيت تقترح أن تذهب به إلى بيتها لتتمة الليلة هناك يوافق على رأيها وهو يتلهف لنهش لحمها يغادران الحانة يدس لها شي ء بيدها تدسه بدورها لحارس الخمارة الذي يطلق تنهيدة كأنها الطوفان ينادي لهما لسيارة أجرة يمتطيانها يصلان لوجهتهما المعلومة يتلصصان تفتح حليمة الباب برفق يلجان البيت يتجردان من ملابسهما ترتمي كجثة هامدة لايتحرك منها إلا فمها الذي تلوك به علكتها التي تستعملها دوما لصد رائحة السكارى يرتمي هو الآخر بين أحضانها يقضي وطره بعد مدة ليست بالطويلة يعيد الكرة ويعيدها مرة أخرى يمدها ببعض البقشيش يغادر البيت ضارباً لها موعداً مجهولاً تلعنه وتلعن معه كل رجال العالم تستسلم للنوم على أمل الإستيقاظ في اليوم الموالي للقاء زبون قد يكون أكرم[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] bounce