قررت أن أكتب عن الحب ..الحب بجميع أشكاله و ألوانه و أوضاعه ..فيكفينا حزنا و هما و بكاءا. قررت أن أكتب عن الحب .. و استعددت جيدا ، و قلت في نفسي ان أفضل و قت للكتابة عن الحب و عن العواطف و المشاعر و الرومانسية هو سكون الليل و الطريقة المثلى للسهر غداء دسم و بعدها نومة أهل الكهف.
استيقظت بعد هده التركيبة في حدود الساعة الحادية عشرة و النصف مساءا..و انتشيت لهداالموضوع .. فهاأنذا قد استعددت جيدا للسهر و الكتابة عن الحب.
و عندمنتصف الليل أمسكت قلمي الرصاص، ووضعت الورقة أمامي و أطفأت السبب الرئيسي للاكتئاب و القلب و المخ و الشرايين، و كل بلاوي الدهر ألا و هو التلفا ز .و جلست أحدق في الورقة، ثم مادا، ثم مادا؟ لا شئ ...غير معقول هناك شئ ناقص ...اه عرفت النقص لا بد من موسيقى رومانسية هادئة...
وضعت شريط منوعات يحتوي على أجمل أغاني فيروز .. ومن أغنية – زعلي طول أنا و اياك-مرورا بأغنية – كيفك انت- الى اغنية – ستي يا ستي- و جلست أحدق في الورقة .. وأسأل نفسي ثم ماذا؟.
لا شيء.. غير معقول .. اه عرفت السبب ..السبب في الإضاءة . أطفأت الأنوار و ذهبت إلىالمطبخ .. و الحمد لله و جدت علبة شموع كنت قد اشتريتها كعادتي عند أول كل فصل شتاء تحسبا لانقطاع الكهرباء لأني أعرف جيدا ليدك ... أشعلت شمعتين .. وكم جميل منظرالشمعة في الليل . و صرت أتأمل في الشمعة و طال تأملي .. فخفت أن يأخدني التأمل منموضوع الكتابة عن الحب، وجلست من جديد أحدق في الورقة وأتوسل إليها و أقبل أنفالقلم وأرجوهما .. وأرجو الذاكرة والقلب و جميع الذكريات و الغزوات أن تجود علي ولو بسطر واحد عن الحب ..سطر واحد فقط، خاصة أن الفجر بدأ يغزو الظلام و يمسح بقاياالليل.. ومن خلف النافدة صوت قط شرس يبحث عن عشيقة ..فها هو موسم العشق و التكاثرعند القطط قد اقترب ..فاختلط نداء القط بصوت فيروز ..
و لا شيء..و قبلرحيل الصباح ..أدركت حجم المأساة التي تجتاحنا ..أدركت أن الحب قد لملم بقاياه وغادر ..و حمل معه حقيبة سفره و جميع أدواته و ذكرياته ..و ترك لنا قصاصة صغيرة علىالطاولة كتب عليها ( أنا الحب و الحب لا يستقر إلا في مكان امن ..لدا لملمت جروحيو أمتعتي و كل ذكرياتي و غادرت .. وربما أعود ذات يوم ..ربما ))