[color=yellow]
لمن القــرار ؟
لماذا الآن ؟
يأتي خريف العمر ، على مهلٍ
وجسدي المتعب ، يبحث عن عتمة
يأوي إليها ، قبل النهارْ
تأتي الأشياء متأخرة عن وقتها
والقلب في اشتياق
وما زال الخريف يأتي على مهلٍ
والعمر ملَّ الانتظار !
أقف وحيدا على باب الفصول
يُلبسني الصيف .. معطفاً ،
وشمس شتائي .. حارقة
وربيعي بلا أزهارْ
أقف حزينا على باب الزمان ،
أقطع تذكرة لقطار مضى ،
فأين القطارْ ..؟
لماذا الآن ؟
تقفين أمامي بعدما كفَّ البصر
وتعب القلب من السفر
مثلي لا يملك أن يبكي ،
لا يملك أن يبقى عالقاً ،
مثلي ، يملك غيماً
... ولا يملك الأمطارْ ،
فكيف أقطفكِ من بستانٍ لا أملكه
... لم أزرعه ،
ولكلٍّ ثمارْ !
لماذا الآن ؟
تأتين والقلب تعبت أمانيه ،
وتحطمت على عتباته الأفكارْ
ماذا ستحصدين من قلب مدجج بالجراح ؟
ماذا تملكين لتُعطي جسداً خارت قواه ،
أيا طفلة ، هي للقلب سُكنى ومنارْ
تعالي أعلمُك أن للحب طعماً
غير الذي تعرفين ،
وأقرأ عليك رسائل عشّاق ماتوا
وقصة رجل يهوى الانتحار :
كنّا صغيرين ...
جاءت بضحكة وطلقة
وجئتُ بقلب وسوار
أردتني قتيل ضحكتها
ثم لاذت بالفرار ،
والطلقة ما زالت في معطفها
أخاف أبوح إليك
لماذا الآن ؟
تلبسين نفس المعطف ،
أما زالت الطلقة
في ذات الجيب ، مذ كنّا صغارْ ؟
أتتقنين نفس الضحكة ؟
أنا لا أخاف الطلقة ،
لكني أخاف ضحكتك
أن ترديني مرة أخرى .. فأنهارْ ،
فأحذري موتي
وابتعدي
لا تتبعي جسدي إن متُّ
وابقي خلف الستار
دعي الناس يحملوني حيث شاءوا ،
أبدا لا تخبريهم بما صار
أخاف ُ أن يحتجزوا شفتيك
فأموت مرة أخرى
وأمضي دون قرارْ ،
أين أهرب منك ؟
وأنتِ رائحة المكان
تجوبين كل أجزائي
وتجلسين على طرقي ،
فأهرب منك إليك
مسافرا ليل .. نهارْ !
أركب البحر مبتعدا
أجدُك موجة دافئة
وسط الموج والزحام ،
أجوب الصحراء برملها
وأغرق وسط الرمال ،
تحاصرني .. فلم الحصارْ ؟!
أين أهرب منكِ ؟
وأنتِ كأس على طاولتي
إن غاب النهارْ
وحتى في المنفى ..
كنتِ حبلاً بين الخيام
وزهرة عشق فوق الأحجارْ
وأمتعة أحملها في سفري
وتذكرة تأخذني إلى المستحيل
وأنتِ المستحيل ،
تأخذني إلى كل البلاد ،
فلم البعاد ؟
أكاد أجنُّ ، كيف أهرب
أكاد أجنُّ .. لمن القرار ؟؟[/color]